فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الروم: آية 40].

{اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُميتُكُمْ ثُمَّ يُحْييكُمْ هَلْ منْ شُرَكائكُمْ مَنْ يَفْعَلُ منْ ذلكُمْ منْ شيء سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْركُونَ (40)}.

.الإعراب:

{الذي} اسم موصول خبر في محلّ رفع، {ثمّ} حرف عطف للتراخي في المواضع الثلاثة {هل} حرف استفهام للإنكار {من شركائكم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ من، {من ذلكم} متعلّق بحال من شيء {شيء} مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله يفعل {سبحانه} مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب {عمّا} متعلّق ب {تعالى} والعائد محذوف أي يشركونه.
جملة: {اللّه الذي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقكم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {رزقكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {يميتكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقكم.
وجملة: {يحييكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: {هل من شركائكم من يفعل} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يفعل} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: نسبّح {سبحانه} لا محلّ لها استئنافيّة سيقت للدعاء.
وجملة: {تعالى} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة.
وجملة: {يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول ما.

.[سورة الروم: آية 41].

{ظَهَرَ الْفَسادُ في الْبَرّ وَالْبَحْر بما كَسَبَتْ أَيْدي النَّاس ليُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَملُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ (41)}.

.الإعراب:

{في البرّ} متعلّق ب {ظهر} ما حرف مصدري، اللام للتعليل {يذيقهم} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على اللّه، والمفهوم من السياق.
وجملة: {ظهر الفساد} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كسبت أيدي الناس} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما والمصدر المؤوّل ما كسبت في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {ظهر}.
والمصدر المؤوّل أن يذيقهم في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {ظهر}.
وجملة: يذيقهم لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {لعلّهم يرجعون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يرجعون} في محل رفع خبر لعلّهم.

.[سورة الروم: الآيات 42- 43].

{قُلْ سيرُوا في الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقبَةُ الَّذينَ منْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْركينَ (42) فَأَقمْ وَجْهَكَ للدّين الْقَيّم منْ قَبْل أَنْ يَأْتيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ منَ اللَّه يَوْمَئذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)}.

.الإعراب:

{في الأرض} متعلّق ب {سيروا} الفاء عاطفة {كيف} اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان {قبل} اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سيروا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {انظروا} في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا.
وجملة: {كان عاقبة} في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: {كان أكثرهم مشركين} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(43) {فأقم للدين} مرّ اعرابها، {من قبل} متعلّق بأقم، أن حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل {أن يأتي} في محلّ جرّ مضاف إليه.
{لا} نافية للجنس {له} متعلّق بخبر لا {من اللّه} متعلّق بمحذوف يدلّ عليه مردّ- لا يصحّ تعليقه بمردّ إذ ينبغي أن ينوّن، {يومئذ} ظرف منصوب متعلّق ب {يصّدّعون}.
وجملة: {أقم وجهك} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أشرك بعض الناس فأقم وجهك للدين.
وجملة: {يأتي يوم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {لا مردّ له} في محلّ رفع نعت ليوم.
وجملة: {يصّدّعون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الصرف:

{يصّدّعون} فيه إبدال تاء التفعّل صادا لمجيئها قبل الصاد أصله يتصدّعون وزنه يتفعلون.

.[سورة الروم: الآيات 44- 45].

{مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْه كُفْرُهُ وَمَنْ عَملَ صالحًا فَلأَنْفُسهمْ يَمْهَدُونَ (44) ليَجْزيَ الَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحات منْ فَضْله إنَّهُ لا يُحبُّ الْكافرينَ (45)}.

.الإعراب:

{من} اسم شرط جازم مبتدأ {كفر} في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط {عليه} خبر مقدم للمبتدأ {كفره} الواو عاطفة من مثل الأول {لأنفسهم} متعلّق ب {يمهدون}.
جملة: {من كفر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفر} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {عليه كفره} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {من عمل} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {عمل صالحا} في محلّ رفع خبر المبتدأ من الثاني.
وجملة: {يمهدون} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط.
(45) اللام للتعليل {يجزي} منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على اللّه، وهو مفهوم من السياق.
والمصدر المؤوّل {أن يجزي} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {يمهدون}.
{من فضله} متعلّق ب {يجزي} لا نافية.
وجملة: {يجزي} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: {إنّه لا يحبّ الكافرين} لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي يجزي الكافرين إنّه لا يحبّهم.
وجملة: {لا يحبّ الكافرين} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الفوائد:

- المسئولية والجزاء:
قال الفيلسوف الأوربي برغسون: إن من يتأمل في أعمال الناس، يرى أناسا يعملون الخير، ولا ينالهم سوى الشر وآخرون يعلمون الشر ولا ينالهم سوى الخير.
وهذا مخالف لسنن هذا الكون القائم على النظام والعدل.
إذن لابد لهذا الكون من إله عادل، يكافئ على الخير خيرا، وعلى الشر شرا وبما أن الكثير من الناس لا ينالهم العدل في هذه الدنيا، فلابد أن يكون للإنسان حياة غير هذه الحياة، يقام فيها العدل، ويستوفي فيها كل إنسان أجر ما عمل في هذه الحياة، وهذا يتوافق مع سنن هذا الكون الكامل، والذي لابد له من خالق عادل قادر مريد، وهو اللّه.

.[سورة الروم: آية 46].

{وَمنْ آياته أَنْ يُرْسلَ الرّياحَ مُبَشّراتٍ وَليُذيقَكُمْ منْ رَحْمَته وَلتَجْريَ الْفُلْكُ بأَمْره وَلتَبْتَغُوا منْ فَضْله وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من آياته أن يرسل} مثل من آياته أن خلقكم، {مبشّرات} حال منصوبة من الرياح، وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة اللام للتعليل في المواضع الثلاثة {يذيقكم} مثل يجزي، {من رحمته} متعلّق ب {يذيقكم} {تجري} مثل يجزي،، {بأمره} متعلّق ب {تجري} {تبتغوا} مثل يجزي.
{من فضله} متعلّق ب {تبتغوا} الواو عاطفة.
والمصدر المؤوّل {أن يرسل} في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
والمصدر المؤوّل {أن يذيقكم} في محلّ جر باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
والمصدر المؤوّل {أن تجري} في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
وجملة: أن تبتغوا في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
جملة: من آياته إرسال الرياح لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يرسل} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {يذيقكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن المضمر.
وجملة: {تجري الفلك} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر الثاني.
وجملة: {تبتغوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن الثالث.
وجملة: {لعلّكم تشكرون} لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فعل ذلك لعلّكم تفلحون ولعلّكم تشكرون.
وجملة: {تشكرون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

{مبشّرات} جمع مبشّرة مؤنّث مبشّر اسم فاعل من الرباعي بشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.

.البلاغة:

الاستعارة والمجاز: في قوله تعالى: {وَليُذيقَكُمْ منْ رَحْمَته}.
الاستعارة في قوله تعالى: {ليُذيقَكُمْ} وقد تقدمت كثيرا، وهي استعارة مكنية.
المجاز المرسل: في قوله تعالى: {منْ رَحْمَته} وهو مجاز مرسل، علاقته الحالية، لأن الرحمة تحل في الخصب والمطر، فأطلق الحال وأريد المحل، وفسر بعضهم الرحمة أي من نعمته من المياه العذبة والأشجار الرطبة وصحة الأبدان وما يتبع ذلك من أمور لا يحصيها إلا اللّه.

.[سورة الروم: آية 47].

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا منْ قَبْلكَ رُسُلًا إلى قَوْمهمْ فَجاؤُهُمْ بالْبَيّنات فَانْتَقَمْنا منَ الَّذينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمنينَ (47)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم مقدّر قد حرف تحقيق {من قبلك} متعلّق بحال من رسلا- أو متعلّق ب {أرسلنا} {إلى قومهم} متعلّق ب {أرسلنا} الفاء عاطفة {بالبيّنات} متعلّق بحال من فاعل جاءوهم الفاء عاطفة {من الذين} متعلّق ب {انتقمنا} الواو عاطفة {حقا} خبر كان منصوب {علينا} متعلّق بالخبر {حقا}.
جملة: {أرسلنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة وجوابه وما عطف عليه استئناف اعتراضيّ.
وجملة: {جاءوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: {انتقمنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءوهم.
وجملة: {كان حقا} {نصر} لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.

.[سورة الروم: الآيات 48- 49].

{اللَّهُ الَّذي يُرْسلُ الرّياحَ فَتُثيرُ سَحابًا فَيَبْسُطُهُ في السَّماء كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ منْ خلاله فَإذا أَصابَ به مَنْ يَشاءُ منْ عباده إذا هُمْ يَسْتَبْشرُونَ (48) وَإنْ كانُوا منْ قَبْل أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهمْ منْ قَبْله لَمُبْلسينَ (49)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة في المواضع الأربعة {في السماء} متعلّق ب {يبسطه} {كيف} اسم شرط غير جازم في محلّ نصب حال عامله يشاء، {كسفا} مفعول به ثان منصوب {من خلاله} متعلّق ب {يخرج} {به} متعلّق ب {أصاب} والباء سببيّة {من عباده} متعلّق بحال من العائد المحذوف أي يشاء إصابته من عباده {إذا} فجائيّة.
جملة: {اللّه الذي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يرسل} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {تثير} لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: {يبسطه} لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير.
وجملة: {يشاء} في محلّ نصب حال من فاعل يبسط.
وجملة: {يجعله} لا محلّ لها معطوفة على جملة يبسطه.
وجملة: {ترى} لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعله.
وجملة: {يخرج} في محلّ نصب حال من الودق.
وجملة الشرط وفعله وجوابه. لا محلّ لها معطوفة على ترى.
وجملة: {أصاب} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {هم يستبشرون} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يستبشرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
(49) الواو حاليّة إن مخفّفة من الثقيلة مهملة {من قبل} متعلّق بالخبر مبلسين أن حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل: أن ينزّل في محلّ جرّ مضاف إليه.
ونائب الفاعل لفعل {ينزّل} ضمير مستتر تقديره هو يعود على الودق {عليهم} متعلّق ب {ينزّل} {من قبله} تأكيد لما قبله اللام هي الفارقة.
وجملة: {كانوا} في محلّ نصب حال.
وجملة: {ينزّل} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.

.الفوائد:

1- كيف الشرطية:
جاء في المغني: تستعمل كيف على وجهين، أحدهما كونها شرطية، ومنه قوله تعالى: {ينفق كيف يشاء} {يصوركم في الأرحام كيف يشاء} {فيبسطه في السماء كيف يشاء} فكيف في الأمثلة الثلاثة شرطية وشرطها محذوف لدلالة ما قبلها عليه.
2- كيف يشاء: نورد هذا النص الذي ذكره صاحب المغنى لما نرى فيه من الفائدة فقد قال:
وتستعمل {كيف} على وجهين: أحدهما أن تكون شرطا فيقتضي فعلين متّفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين نحو كيف تصنع أصنع. ولا يجوز كيف تجلس أذهب باتفاق ولا كيف تجلس أجلس بالجزم عند البصريين إلا قطربا لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ. وقيل: يجوز مطلقا وإليه ذهب قطرب والكوفيون وقيل: يجوز بشرط اقترانها بما. قالوا: ومن ورودها شرطا {يُنْفقُ كَيْفَ يَشاءُ} و{يُصَوّرُكُمْ في الْأَرْحام كَيْفَ يَشاءُ} {فَيَبْسُطُهُ في السَّماء كَيْفَ يَشاءُ} وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبلها وهذا يشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشروطها وفي ذلك تعليقات وردود تجاوزنا ذكرها بغية الاختصار.